السبت، 18 مايو 2024

مجلس تدبر سورة الحجر 2️⃣

 ✍🏻المجلس التدبّري لـسورة الحجر 2️⃣


الاثنين:- ٥- ١١- ١٤٤٥ هجري


              🌷 وقفة لطيفة  🌷


التامل في ايات الله الشرعية ، والكونية

الشرعية هذا القرآن الذي نتلوه الوحي الذي يتنزل من عند الله سبحانه وتعالى 


"والوحي الذي من النبي صلى الله عليه وسلم  [[هذه ايات شرعية]] 

تدلك على عظمة هذا الدين ،، وعظمة الخالق جلّ جلاله 


"قراءة القرآن بتأمل ،وتدبّر ،وتفكّر 

كذلك قراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ،،كلها تزيد في ايمان العبد

    

    ((هذا بالنسبة للايات الشرعية))


📌أمّا بالنسبة -للايات الكونية-  انها تزيد من يقين العبد وإيمانه هي التفكر فيها في الكون الفسيح بقلب صادق مؤقن بإن الله وحده هو الخالق المدبّر في هذا الكون فيرضى العبد بما قسمه الله تعالى له 

ويسلّم جميع أوامره لله سبحانه وتعالى فلا يقول لماذا نفعل كذا ❓


ولماذا نصلي❓ ولماذا نصوم ❓وإنما نسلّم هذه الامور كلها لله سبحانه وتعالى 

ومؤقن بإنها اوامر من عند الله 

سواء ماأمرنا الله به أو حرمه الله ..


📌 ايضًا ايمانك بهذه الآيات الكونية يزيد من تعظيمك لله سبحانه وتعالى 

وهذا كلنا نحتاجه


@ سبحان الله ايمان العبد يزيد وينقص 

ومؤشر هذه الزيادة والنقصان الطاعة 

    -"يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "-


أحد طرق زيادة الايمان (التفكر في ايات الله الكونية)

الله سبحانه وتعالى يلفت انظارنا في هذا الكون الفسيح كما سياتي في سورة الحجر

الايات الدالة على عظيم قدرة الله عز وجل 


{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}


🔺 لاحظي دائماً مايبدأ الله سبحانه وتعالى باالسماء لأن بمجرد ترفعي بصرك الى اعلى تنظري الى هذه الاية الكونية العجيبة الدالة على عظيم سلطانه


  📝 تفسير الآيات من آية (١٩) إلى اية (٤٨) 


      @ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @


✏️{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ

 [ا١٩]

وسعناها سعة يتمكن الآدميون والحيوانات كلها على الامتداد بأرجائها والتناول من أرزاقها والسكون في نواحيها.


{ وألقينا فيها رواسي : جبالا عظاما تحفظ الأرض بإذن الله أن تميد وتثبتها أن تزول 



{ وأنبتنا فيها من كل شيء موزون : نافع متقوم يضطر إليه العباد والبلاد ما بين نخيل وأعناب وأصناف الأشجار وأنواع النبات.



✏️{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ [٢٠]

من الحرث ومن الماشية ومن أنواع المكاسب والحرف. 


{ ومن لستم له برازقين : أنعمنا عليكم بعبيد وإماء وأنعام لنفعكم ومصالحكم وليس عليكم رزقها، بل خولكم الله إياها وتكفل بأرزاقها.



✏️{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [٢١]

جميع الأرزاق وأصناف الأقدار لا يملكها أحد إلا الله، فخزائنها بيده يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بحسب حكمته ورحمته الواسعة، 


{ وَمَا نُنَزِّلُهُ : المقدر من كل شيء من مطر وغيره، { إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } فلا يزيد على ما قدره الله ولا ينقص منه.


✏️{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [٢٢]


وسخرنا الرياح، رياح الرحمة تلقح السحاب، كما يلقح الذكر الأنثى، فينشأ عن ذلك الماء بإذن الله، فيسقيه الله العباد ومواشيهم وأرضهم، ويبقى في الأرض مدخرا لحاجاتهم وضروراتهم ما هو مقتضى قدرته ورحمته، 


{ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ : لا قدرة لكم على خزنه وادخاره، ولكن الله يخزنه لكم ويسلكه ينابيع في الأرض رحمة بكم وإحسانا إليكم.


📌 ثم ذكر الأدلة على البعث ؛- 


✏️{وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ

 [٢٣]

هو وحده لا شريك له الذي يحيي الخلق من العدم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا ويميتهم لآجالهم التي قدرها 



{ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ } كقوله: { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } 



✏️{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ [٢٤]

وليس ذلك بعزيز ولا ممتنع على الله فإنه تعالى يعلم المستقدمين من الخلق والمستأخرين منهم ويعلم ما تنقص الأرض منهم، 


✏️{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ۚ _وهو الذي قدرته لا يعجزها معجز فيعيد عباده خلقا جديدا ويحشرهم إليه.


إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ[: ٢٥]

يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها، ويجازي كل عامل بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.


    نسأل الله أن يعاملنا برحمته

      لأن لو علملنا بعدله لهلكنا 🍃


🔹 على العبد دائمًا أن لايستصغر أي حسنة 

اي عمل يدخلك الجنة اقدمي عليه الفرص لاتتكرر 


🔸 نعمتان مغبون عليهما كثير من الناس الصحةوالفراغ


📌كل ماوجدتِ نفسك في فراغ اقبلي على الله ،، هناك طاعات كثيره شرع الله لنا ابواب كثيرة من الحسنات ماتحتاج مجهود

لكن تحتاج  لقلب حيّ ويقظ يتأمل ،،ويتفكر 

ذكر الله التسبيح والتهليل 


 ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))؛..


       ✨أكثري من غراس الجنة✨


سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،


هذا اقل القليل هو -ذكر الله-


🔺 قراءة القرآن تثقل ميزان العبد يوم القيامة 


📌ثم ثنى الله عز وجل بعد الآيات الكونية 

بالايات البشرية:

     ✨تفكر يابن ادم في خلقك✨


يذكر تعالى نعمته وإحسانه على أبينا آدم عليه السلام، وما جرى من عدوه إبليس، وفي ضمن ذلك التحذير لنا من شره وفتنته 


فقال تعالى :- 

✏️{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ

 [ا٢٦]

من طين قد يبس بعد ما خمر حتى صار له صلصلة وصوت، كصوت الفخار، 

والحمأ المسنون: الطين المتغير لونه وريحه من طول مكثه.


✏️{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ

 [٢٧]

{ وَالْجَانَّ } وهو: أبو الجن : إبليس { خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ } خلق آدم { مِنْ نَارِ السَّمُومِ : من النار الشديدة الحرارة، فلما أراد الله خلق آدم 



✏️{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ

 [٢٨]

قال للملائكة: { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ 



✏️{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ _ جسدًا تاما (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ

 [: ٢٩]

فامتثلوا أمر ربهم.


✏️{فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [٣٠]

تأكيد بعد تأكيد ليدل على أنه لم يتخلف منهم أحد، وذلك تعظيما لأمر الله وإكراما لآدم.. 



✏️{إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ

 [٣١]

وهذه أول عداوته لآدم وذريته، قال الله: 


✏️{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ* ٣٢) ✏️{قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ

 [: ٣٣]

فاستكبر على أمر الله وأبدى العداوة لآدم وذريته وأعجب بعنصره، وقال: أنا خير من آدم.


{ قَالَ } الله معاقبا له على كفره واستكباره 


✏️{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ

 [: ٣٤]

مطرود مبعد من كل خير، 


✏️{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ

 [٣٥]

الذم والعيب، والبعد عن رحمة الله، { إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } ففيها وما أشبهها دليل على أنه سيستمر على كفره وبعده من الخير.


✏️{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ

  [: ٣٦]

أمهلني 

✏️{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ [: ٣٧]

✏️{إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ: ٣٨]

وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد ليتبين الصادق  من الكاذب .



✏️{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [٣٩]


أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى، حتى يكونوا منقادين لكل معصية. 


{ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ : أصدهم كلهم عن الصراط المستقيم، 


✏️{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [ ٤٠ ] 

              

                اللهم اجعلنا منهم 

 : الذين أخلصتهم واجتبيتهم لإخلاصهم، وإيمانهم وتوكلهم.



✏️{قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ [٤١]

معتدل موصل إليَّ وإلى دار كرامتي.



✏️{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [٤٢]

تميلهم به إلى ما تشاء من أنواع الضلالات، بسبب عبوديتهم لربهم وانقيادهم لأوامره أعانهم الله وعصمهم من الشيطان.


{ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ } فرضي بولايتك وطاعتك بدلا من طاعة الرحمن، { مِنَ الْغَاوِينَ } والغاوي: ضد الراشد فهو الذي عرف الحق وتركه، والضال: الذي تركه من غير علم منه به.



✏️{وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [٤٣]

إبليس وجنوده، 


✏️{لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ [٤٤]


كل باب أسفل من الآخر، { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ : من أتباع إبليس { جُزْءٌ مَقْسُومٌ } بحسب أعمالهم. 


قال الله تعالى: { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ }


📌 ولما ذكر تعالى ما أعد لأعدائه أتباع إبليس من النكال والعذاب الشديد ذكر ما أعد لأوليائه من الفضل العظيم والنعيم المقيم فقال:



✏️{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

 [: ٤٥]

الذين اتقوا طاعة الشيطان وما يدعوهم إليه من جميع الذنوب والعصيان { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } قد احتوت على جميع الأشجار وأينعت فيها جميع الثمار اللذيذة في جميع الأوقات.


ويقال لهم حال دخولها: ✏️{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ [٤٦]

من الموت والنوم والنصب، واللغوب وانقطاع شيء من النعيم الذي هم فيه أو نقصانه ومن المرض، والحزن والهم وسائر المكدرات، 



✏️{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [٤٧]

فتبقى قلوبهم سالمة من كل دغل  وحسد متصافية متحابة { إخوانا على سرر متقابلين }


✨ دل ذلك على تزاورهم واجتماعهم وحسن أدبهم فيما بينهم في كون كل منهم مقابلا للآخر لا مستدبرا له متكئين على تلك السرر المزينة بالفرش واللؤلؤ وأنواع الجواهر.



✏️{لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ [٤٨]

لا ظاهر ولا باطن، وذلك لأن الله ينشئهم نشأة وحياة كاملة لا تقبل شيئا من الآفات، { وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } على سائر الأوقات.


📌 ولما ذكر ما يوجب الرغبة والرهبة من مفعولات الله من الجنة والنار، ذكر ما يوجب ذلك من أوصافه تعالى 


فقال: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}


🔹 هنا القلب والنفس تتشوق الى مناجاة الله،،نعرف اوصاف الله سبحانه وتعالى 

أن الله هو الغفور الرحيم وان عذابه هو العذاب الأليم.. 



🔸 يكفينا شرف أن الله قال <نَبِّئْ عِبَادِي >


اللهم اجعلنا من عبادك الحق الذين يؤمنون بك ويتوكلون عليك ويخشوك ويخافونك يارب العالمين🍃


✨نتوقف عند  هذه الاية المشوقة ونكمل اللقاء القادم بإذن الله …


اللهم صلّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم 

الدين 🍃

سبحانك اللهم وبحمدك، 

أشهد  أن لا إله  إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك